كان الفلاح المصري دائماً صلب العود جديراً بكل تقدير لم يكن متمرداً في قرارة نفسه ، إذ كان حريصاً على الانتفاع ببركات الملك السحرية فهو من الرعايا المخلصين .
وإذا كان الفرعون قد أضطلع بالحفاظ على النظام الذي سنته الألهة للدنيا بواسطة الطقوس ، فإن قوة من الشرطة كانت تشد من أزره وتدعم مهمته الكونية حتى يكون هناك ضمان أكثر للنظام القائم الذي تقوم بحمايته أيا كان ، كان من واجبه أن يمنع المشاكس من ظلم الضعيف في المنازعات الخاصة ، وكان عليه أن يطرد غير المرغوب فيهم من المجتمع ، ويحمي المزارعين من اللصوص .
لذا كان من الضروري أن تكون لديه قوة شرطة صارمة ، شرطة يباهى بها الإداري الغيور ، شرطة يفخر أحد رجالها في زمن الفوضى ، بقوله "إذا أقبل الليل ، شكرني من ينام على قارعة الطريق ، لأنه في مأمن كمن ينام في بيته ، وما أعظم الخوف الذي تسببه فرقتي !" ، يعد هذا النص أول وثيقة معروفة ذكرت لخوف اللصوص من الشرطة .
كانت الشرطة المصرية منفصلة عن الجيش ، فتحرس حدود الصحراء جماعة الصيادين "نو" ، فقد قام الصيادون بحراسة الطرق المؤدية إلى الشرق وإلى الغرب ، ولما كانوا لا يستطيعون ركوب الهجين كانت تصحبهم الكلاب دائماً في ترحالهم.
وقد كان في مقدور الكلاب أن تكتشف في الحال وجود أي كائن حي يتصادف وجوده في المنطقة التي بها الشرطة ، وكانوا يقومون بحماية القوافل ممن يغيرو عليها ، ويتتبعون حركات الرُحل ، ويرتادون أودية المناجم ، ويقبضون على الهاربين من وجه العدالة .
No comments:
Post a Comment