Wednesday, January 16, 2013

بحث عن المسجد الاقصي - تقرير شامل عن المسجد الاقصي

بسم الله الرحمن الرحيمسأقدم بحث عن المسجد الاقصى واليكم التفاصيل
القدس، مدينة مقدسة عند المسلمين، والنصارى، واليهود، فقد كانت مهداً لكثير من النبوات والرسالات. إليها هاجر إبراهيم أبو الأنبياء وقصدها موسى من مصر، في رحلة دامت أكثر من أربعين يوماً، لكنه لم ينعم برؤيتها، ثم داود وسليمان، وبقية الأنبياء، حتى عيسى وإليها أَسْرَى الله بعبده ـ محمد ليلة الإسراء والمعراج، ومنها عُرِجَ به إلى السموات، حتى سدرة المنتهى.
وفي القدس، المسجد الأقصى، ثاني مسجد بني على الأرض، بعد المسجد الحرام، وكان المسلمون يولون وجوههم قِبَلَهُ في الصلاة، قَبْلَ أن يُوَلُّوها شطر المسجد الحرام، ومن هنا عُرِفَ بأُولى القبلتين.
وتضم القدس قُبَّةَ الصخرة، التي بنيت تخليداً للموقع الذي عَرَجَ منه النبي . وفيها كنيسة القيامة، التي تقع على الجبل الذي يزعم النصارى أن المسيح ـ صلب عليه ودفن فيه. وفيها حائط المبكى، الذي يقدسه اليهود، ويعتبرونه يمثل الجزء الغربي من معبد الهيكل اليهودي.
وقد شهدت القدس منذ أقدم العصور، كثيراً من الصراعات، وتعاقب على حكمها الكثير من الشعوب. وكان آخر هذه الصراعات، الصراع العربي ـ الإسرائيلي، الذي بدأ منذ إعلان قيام الدولة اليهودية في فلسطين، في 14 مايو 1948، وتدفق اليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين. وبعد الاحتلال أُعْلِنَتِ القدس عاصمةً لإسرائيل، ومقرّاً للحكومة، ثم بدأ الاستيطان اليهودي في القدس، كما توالت الاعتداءات على المسجد الأقصى. وسعى الاحتلال إلى طمس هوية القدس. وامتد الاحتلال، ليشمل القدس الغربية، وقطاع غَزَّة والضفة الغربية لنهر الأردن بالإضافة إلى سيناء وهضبة الجولان، وجنوب لبنان، على الرغم من القرارات الدولية، بزعم الحق التاريخي لليهود في فلسطين وأرضها المقدسة.
ولما للقدس من أهمية دينية، وتاريخية، جاء هذا البحث متضمناً الموضوعات الآتية:
المبحث الأول: عرض لبعض الحقائق عن المسجد الأقصى، والأرض المقدسة، في التاريخ السابق للبعثة النبوية. كما وردت فيه بعض الحقائق عن القدس، وأهم مواقعها.
أمّا المبحث الثاني: فيتحدث عن منزلة بيت المقدس، والمسجد الأقصى في الإسلام، ويتتبع تاريخهما عبر العصور الإسلامية المختلفة.
والمبحث الثالث: يتناول منزلة الأرض المقدسة عند اليهود، والهيكل، الذي جعلوه شعاراً لدولتهم الحديثة وارتباطهم الوجداني، والفكري بذلك الهيكل، من خلال التوراة، والتلمود، والحركة الصهيونية. كما يتناول المبحث بعض العقائد المسيحية، واليهودية، مثل عقيدة المسيح المنتظر، وعقيدة الهرمجدون.
أما المبحث الرابع والأخير، فيُعالج الغزو الصهيوني للقدس، وفلسطين، وقيام الدولة اليهودية، وبداية الحروب والصراعات، والممارسات الإسرائيلية، في القدس، والأماكن المقدسة، وموقف الدول والمنظمات الدولية، من الاحتلال.
وقد ذُيّل البحث بعددٍ من الملاحق، وثبت للمصادر والمراجع.



المسجد الأقصى والأرض المقدسة قبل البعثة المحمدية
أولاً: تعريفات مهمـة
1. مدينة القدس
عُرفت القدس بأسماء كثيرة في التاريخ، فأقدم اسم لها هو ( يبوس ) نسبة إلى اليبوسيين ، وهم بطن من بطون العرب. واليبوسيون هم الذين أطلقوا عليها أيضا اسم "أورسالم" أي مدينة السلام. وقد ورد هذا الاسم في لوحة من ألواح تل العمارنة، موجودة في المتحف المصري بالقاهرة. ويرجع تاريخ هذه الألواح إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد .
وظل اسم ( يبوس ) علما على المدينة، حتى استولى عليها داود وصار اسمها بعد ذلك( مدينة داود)
وقد وجد اليهود بعد ذلك صعوبة، في كتابة اسمها "أوروسالم"، باللغة العبرية، فوردت في أسفار العهد القديم ست مرات، تحت اسم "يوروشاليم".
كما ورد اسم القدس، في نقوش الإمبراطور الآشوري، سنحاريب ( حوالي 700 ق.م. ) تحت اسم ( أوروسليمو ). وفي عهد الإسكندر الأكبرAlexander the Great ، سماها اليونان "هيروسوليما"، ثم صار اسمها "إيلياء كابيتوليناAelia Capitolina " في عصر الإمبراطور الروماني "هادريانHadrian "، بعد أن قضى على الكيان الديني لليهود، وفي أعقاب ذلك أصدر مرسوماً، يتضمن أمراً، بقتل كل من يدخل القدس من اليهود. وظلت تعرف باسم "إيلياء" حتى أوائل الفتح الإسلامي. وورد هذا الاسم في وثيقة الأمان التي أعطاها الخليفة عمر بن الخطاب ـ لسكان المدينة، والتي عرفت باسم ( العهدة العمرية ).
أمّا اسم ( القدس )، فقد عُرفت به المدينة منذ بداية تاريخها، عندما أقيمت فيها أماكن مقدسة للعبادة. ومن الجلي، أن المؤرخ اليوناني "هيرودوت Herodotus، 484 ـ 425 ق.م." لم يذكر اسم ( أورشليم )، ولكنه ذكر كلمة ( قديتس ) مرتين. وقد حاول بعض الباحثين، تفسير العلاقة بين القدس وكلمة ( قديتس )، فجاء التفسير لافتًا للنظر، فاسم "القدس" محرف من اليونانية، عن النطق الآرامي "قديشتا". كما أن اليهود أطلقوا عليها أحيانا اسم مدينة القدس.
ثم استقر اسم المدينة بعد الفتح الإسلامي، على تسمية عربية إسلامية هي: بيت المقدس أو القدس، أو الأرض المقدسة، أو الأرض المباركة، وهي تسميات ثابتة في القرآن والسنة.
ومن أسماء القدس ( الزيتون ) وفي ذلك نزلت الآية الكريمة والتينِ والزيتونِ، وطور سينينَ، وهذا البلد الأمين قال ابن عباس: هو تينكم الذي تأكلون، وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت . وقال عكرمة: أقسم الله تعالى، بمنابت التين والزيتون، فإن التين ينبت كثيرًا في دمشق والزيتون ببيت المقدس. وطور سينين هو الجبل المبارك، الذي كلّم الله عليه موسى وهو ( طور سيناء ) ذو الشجر الكثير، قال الخازن: سمي ( سينين ) و( سيناء ) لحسنه، ولكونه مباركًا، وكل جبل فيه أشجار مثمرة، يسمى سينين وسيناء. والبلد الأمين هو مكة المكرمة.
موقع المدينة المقدّسـة
تتمتع القدس بموقع إستراتيجي متميز، فهي تقع في منتصف فلسطين تقريبا، على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالاً. وهي تقوم على تلال يراوح ارتفاعها عن سطح البحر المتوسط نحو 750م، ونحو 1150م عن سطح البحر الميت . ويبعد عنها البحر الأبيض المتوسط إلى الغرب 52 كيلومتر، بينما يبعد عنها البحر الميت حوالي 22 كيلومتر، كما أنها تقع جنوبي الخليل ( حبرون ) بحوالي تسعة عشر ميلاً، كما تقع شمال السامرة بثلاثين ميلاً. وتبعد براً عن عمّان 88 كيلومترا، وعن بيروت 388 كيلومترا، وعن دمشق 290 كيلومترا، وعن القاهرة 528 كيلومترا .
وتنقسم المدينة إلى قسمين، قسم داخل السور، وهو البلدة القديمة، ومساحتها حوالي كيلومتر مربع واحد، وفيها تقع الأماكن المقدسة للأديان الثلاثة، والقسم الآخر خارج السور.
والقدس من أقدم مدن الأرض، وهي أقدم من بابل، ونينوى، وليس أقدم منها إلا ( أون ) أو ( أيوتو ) أولى عواصم مصر، في فجر التاريخ. و( منف ) أو ( ممفيس ) ثاني عواصم مصر، التي أنشئت عام 3400 ق.م.
2. الأماكن المقدسة في مدينة القدس
المسجد الأقصى
المسجد الأقصى هو أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين. وكان القبلة الأولى للمسلمين، حتى السنة الثانية للهجرة، حيث تحولت القبلة إلى المسجد الحرام، كما ورد في قوله تعالى: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ . وقد ورد ذكر المسجد الأقصى في قوله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ . ويشكل المسجد الأقصى مع قبة الصخرة الحرم القدسي.
والمسجد الأقصى، هو ثاني مسجد بناه إبراهيم ـ كما ورد ذلك عن النبي ـ فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأرْضِ أَوَّلُ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ. قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ: قَالَ ثُمَّ الْمَسْجِدُ الأقْصَى. قُلْتُ كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ أَرْبَعُونَ سَنَةً. فهذا، الحديث يدل على أن المسجد الأقصى بناه إبراهيم ـ لأنه حُدِدَ بمدة، هي من حياة إبراهيم ـ وقد قُرن ذكر المسجد الأقصى، بذكر المسجد الحرام الذي بناه إبراهيم ـ أيضا. وهذا مما أَهْمَلَ أهلُ الكتاب ذِكْرَهُ، وهو مما خَصَّ الله نبينا، بمعرفته .
ويُعرف المسجد الأقصى ببيت المقدس، والأقصى أي: الأبعد، والمراد بعده عن مكة، لأن الله جعله نهاية الإسراء من المسجد الحرام. وقد ثبتت له هذه التسمية بنص القرآن، في أول سورة الإسراء.
وهذا الوصف الوارد في القرآن ( الأقصى ) صار علما على مسجد بيت المقدس، كما كان المسجد الحرام علما على مسجد مكة. قال ابن عاشور: "وأحسب أن هذا العِلمُ من مبتكرات القرآن، فلم يكن العرب يصفونه بهذا الوصف، ولكنهم لما سمعوا هذه الآية فهموا المراد منه، أنه مسجد إيلياء ( اسم من أسماء مدينة القدس ). ولم يكن مسجدَ، لدين إلهي غيرَ هذا المسجدِ ومسجد مكة" .
وتجدر الإشارة هنا، إلى حادثة الإسراء حينما وقعت، لم يكن المسجد الأقصى ببنائه المعروف الآن موجودا. كما أن مسجد الصخرة، المعروف هذه الأيام، لم يكن موجودا كذلك. وإنما الذي كان موجوداً، هو مكان المسجد المحاط بسور فيه أبواب، داخلها ساحات واسعة، وهذا هو المقصود بالمسجد الأقصى في الآية الكريمة؛ إذ إن الإسلام قد جاء، والمسجد قد تهدّم بناؤه، ولكن ظل المكان معروفا ومقدسا.
وأحاديث الإسراء تدل على أنه أُسْرِيَ بالنبي ـ إلى بيت المقدس، راكبا البُراقَ، يصحبه جبريل، فنزل ـ وصلى بالأنبياء إماماً، وربط البراق بباب المسجد؛ أي باب السور الخارجي، وحائط البراق، هو الحائط الذي يسميه اليهود ـ الآن ـ حائط المبكى؛ إذ يعتبرونه أحد أسوار الهيكل القديم، وهو بالقرب من باب المسجد، الذي يفتح على الساحة.
ويروى أن أمير المؤمنين، عمر بن الخطاب ـ حين فُتح بيت المقدس، استشار كعب الأحبار ـ الذي كان يهوديًا وأسلم ـ وقال له: أين أَضَعُ المسجدَ؟ فقال كعب: اجعله وراء الصخرة. فقال: ضاهيت اليهودية يا كعب، بل نجعله في صدر المسجد؛ يقصد الساحة.
أمّا المسجد الأقصى، القائم اليوم، فقد بُني في عهد الأمويين، بدأ بناءه الخليفة عبدالملك بن مروان، وأتم بناءه الخليفة الوليد بن عبدالملك.
وقد حدد المقدسي طول المسجد الأقصى، بألف ذراع، وعرضه بسبعمائة ذراع، وأنه يضم أربع منائر للمتطوعة، ومنارة للمرتزقة، وثلاث مقصورات للنساء، وثمانية أبواب، وأربعة محاريب.
ويشمل المسجد الأقصى:
أ.المسجد الأقصى الذي تقام فيه صلاة الجمعة، في عصرنا الحاضر، والذي يقع في الجهة القبلية من ساحة الحرم القدسي، فهو بناء عظيم، به قبة مرتفعة مزينة بالفصوص الملونة، وتحتها المنبر والمحراب. يمتد بناؤه من جهة القبلة إلى الشمال في سبعة أروقة متجاورة، مرتفعة على الأعمدة الرخامية، والسواري التي تضم 33 عموداً رخامياً، وأربعين سارية مبنية بالحجر.
ب.الصخرة المشرفة للصخرة المشرفة تاريخ ديني عريق؛ فعندها اتخذ إبراهيم معبداً ومذبحاً. وهي التي أقام عندها يعقوب مسجده، بعد أن رأى عموداً من النور فوقها. وهي التي نصب عليها يشوع قبة الزمان، أو خيمة الاجتماع، التي أنشأها موسى في التيه. وهي التي بنى عندها داود محرابه، وشيد سليمان ـ عندها المعبد العظيم المنسوب إليه. وهي التي عرج من فوقها النبي ـ إلى السماء في ليلة الإسراء. وأول من بنى فوقها مسجداً ـ في العصر الإسلامي ـ هو الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان. وهو المسجد المعروف بمسجد الصخرة، والمشهور بقبته الذهبية على المبنى المثمن، والذي تنصرف الأذهان إلى صورته كلما ذُكر المسجد الأقصى.
ج.جامع عمر نسبة إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. وقد أقيم هذا المسجد في المكان الذي صلى فيه، عندما زار كنيسة القيامة ورفض أن يصلى فيها خوفاً من أن يطالب بها المسلمون، بحجة أنه صلى فيها. ويمتد المسجد من الجنوب إلى الشمال بطول مائة ذراع، ومن الشرق إلى الغرب بطول 76 ذراعاً. وتوجد في الجنوب الشرقي داخل المسجد مجموعة من العقود المشيدة بالحجر والجص، وبها المحراب.
د.محراب زكريا وإلى الشمال منها إيوان كبير معقود، وآخر يسمى محراب زكريا، بجوار الباب الشرقي.
هـ.مسجد النساء أقامه صلاح الدين الأيوبي، بالقرب من المسجد الأقصى، على امتداد جداره الغربي. ويقال إن هذا البناء، تم في عهد الفاطميين. وخلف القبلة توجد الزاوية الختنية. وفي جهة الغرب توجد دار الخطابة، والمنبر الموجود في صدر الجامع، هو منبر نور الدين الذي أُنْشِىء عام 564هـ/ 1168م.
و.جامع المغاربة يقع بالقرب من باب المغاربة، على امتداد سور المسجد الأقصى، من الجهة الجنوبية الغربية، يقال، إنه بني على بقايا بناء جامع عمر ـ عندما فتح القدس وبنى المسجد هناك.

ز.كنيسة القيامة تقع على الجبل، الذي يقول النصارى إن المسيح قد صُلب عليه ودفن فيه.
ح.حائط المبكى هو المكان نفسه، الذي يسمى "مربط البراق"، وهو جزء من الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف. وقد حققت في أمر هذا الحائط لجنة دولية، عام 1930 عينتها الحكومة البريطانية المنتدبة على فلسطين، حيث قررت أن هذا المكان إسلامي، وليس لليهود حق فيه أو في تغيير معالمه .
ويقدس اليهود هذا الحائط، لأنه يمثل لديهم الجزء الغربي من معبد الهيكل اليهودي؛ مع أن الرومانيين هدموا هذا المعبد عام 70م، فضلاً عن أنه تعرض للهدم قبل ذلك عدة مرات. وهو معبد لا وجود له في الوقت الحاضر، على الرغم من المحاولات التي جرت، وتجري في سبيل العثور عليه.
وللمسجد الأقصى عشرة أبواب، تؤدي إلى ساحة الحرم القدسي الشريف، سبعة منها جهة الشمال، وباب من الشرق وآخر في الغرب، والباب الأخير في جامع النساء.
وللحرم القدسي المحيط بالمسجد عدة أبواب، هي: باب المغاربة، باب السلسلة، باب الحديد، باب علاء الدين البصيري، باب الغوانمة، باب الملك فيصل، باب حطة، باب الرحمة..
أ. القدس الشرقية
تمثل الجزء الشرقي من مدينة القدس الأصلية، ومساحتها ضعف مساحة القدس الغربية. تضم داخلها بقايا مدينة القدس القديمة، التي يحيط بها سور طوله أربعة كيلومترات، وارتفاعه اثنا عشر متراً. وقد بُنِيت أغلب أجزاء السور خلال القرن السادس عشر الميلادي، إلا أن هناك أجزاءً أقدم من ذلك بكثير. وقد احتلت إسرائيل القدس الشرقية، في 7 يونيه 1967، وكانت في ذلك الوقت جزءاً من الضفة الغربية لنهر الأردن، وضمتها إلى الأراضي التي احتلتها عام 1948. ولكن مجلس الأمن الدولي أصدر قراره الرقم 252 في 21 مايو 1968، الذي دعا إسرائيل إلى إلغاء جميع إجراءاتها لتغيير وضع القدس.
وتقوم بداخل الجزء المسور من المدينة أربعة أحياء مميزة هي :
(1) الحي الإسلامي.
(2) الحي النصراني.
(3) الحي اليهودي.
(4) الحي الأرمني.
ومما يُذكر أن المسلمين، والنصارى، واليهود، عاشوا داخل المدينة القديمة منذ مئات السنين، في وئام وسلام.
ب. القدس الغربية
قَدِم معظم سكان القدس الغربية إليها بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 181، الصادر في 29 نوفمبر 1947، الذي أوصى بخطة لتقسيم فلسطين. فَتَنادَى اليهود من كل أنحاء العالم، لإقامة دولة صهيونية لهم، وأقاموا بالقدس الغربية. كما أن الحكومة الإسرائيلية أعلنتها عاصمةً أبدية للدولة اليهودية، ولكن غالبية الدول رفضت الاعتراف بهذا الإعلان.
والقدس الغربية، مدينة حديثة المباني، وتضم صناعات متطورة، وبها الجامعة العبرية. وهناك بعض المواقع المقدسة بالمدينة؛ أهمها: مبنى على جبل صهيون، يضم ما يُظَنُّ أنه قبر نبي الله داود، ويضم كذلك ما يسمى بقاعة العَشاء الأخير، وهي القاعة التي يقال: إن المسيح ـ قد تناول فيها آخر عشاء له مع الحواريين.
Digg Google Bookmarks reddit Mixx StumbleUpon Technorati Yahoo! Buzz DesignFloat Delicious BlinkList Furl

No comments:

Post a Comment

Search This Blog