Wednesday, January 16, 2013

بحث عن قانون انهيار الامبراطوريات

بسم الله الرحمن الرحيمسأقدم الان بحث عن قانون انهيار الامبراطوريات واليكم التفاصيل
في عام 559 قبل الميلاد قفز شاب إلى مسرحالأحداث يدعى (قورش) جمع القبائل الفارسية المبعثرة وزحف بها إلى (ميديا) فامتلكهاوهزم ملكها (آستياجس). وتوج نفسه على ميديا وفارس. وشرع في تكوين (الامبراطوريةالفارسية). ثم دحر (كروسيوس) حاكم (ليديا) غربي آسيا الصغرى. ثم اتبع سببا فبلغمغرب الشمس عند الجزر الأيونية غرب اليونان فامتلكها. ثم اتبع سببا فوضع يده علىكنوز بابل وحرر سبي بابل من اليهود فأعادهم إلى بلادهم. وتوالت انتصاراته خلالثلاثين سنة وراح يلقب بقورش الأكبر ملك العالم. ثم اتبع سببا حتى وصل عام 529 ق. مإلى منطقة قبائل (الماساجيتاي) الهمجية المحاربة على بحر قزوين فأراد وضع يده علىبلادهم. وبعد ثلاثين عاما من حكم عادل وملك واسع ارتكب حماقة كبيرة فعبر نهر (آراكسيس) إليهم فأرسلت له ملكتهم (توميريس) أنه ليس عندنا ثروة بابل فتطمع بهاوأرضنا جبلية وشعبنا محارب فضحك منها. وفي خدعة حربية وقع الشاب (سبارغابيزيس) ابنالملكة أسيراً في يده فأرسلت له توميريس تستعطفه أن يطلق لها ابنها ويكتفي بثلثمملكة الماساجيتاي فأبى. ثم أن ابن الملكة لم يطق الإذلال والأسر فقتل نفسه. فغرقتالملكة في الأحزان وأرسلت له تقول: «إنني أقسم بإله الشمس سيدنا أن أعطيك دماً أكثرمما تستطيع شربه رغم كل شراهتك» وفي غمرة غضبهم مزقوا الجيش الفارسي شر ممزق وقتلواقورش نفسه. ويعقب (روبرت غرين) في كتابه (القوة) بقوله: «انها بحثت عن جثة قورشوعندما وجدتها قطعت الرأس ودسته في زق جلدي للشراب مملوء بالدم صائحة: رغم أننيانتصرت عليك وأعيش الآن فإنك قد دمرتني بأخذ ولدي عن طريق الغدر وانظر كيف انفذتهديدي فلديك ما يشبعك من الدم» وبعد موت قورش انحلت الامبراطورية الفارسية وأصبحتفي ذمة التاريخ.وتفسير ما حدث أنه لا شيء يسكر أكثر من النصر. وهو ما يحصل معأمريكا بعد أفغانستان.وكما يقول نابليون: يأتي الخطر الأعظم في لحظة الانتصار.وحسب القانون 47 لكتاب شطرنج القوة (لروبرت غرين) فإنه يحذر بأن لحظة الانتصار قدتدفع إلى الغطرسة والثقة المفرطة بالنفس والاندفاع إلى ما هو أبعد من الهدفالموضوع. وخلق أعداء أكثر من الذين تدحرهم، فلا تدع النجاح يدير رأسك. ضع نصب عينيكهدفا وعندما تصل إليه توقف».ولكن إذا اعتاد النمر أكل لحم الإنسان استعذبه فلمتمنعه طلقة الصياد. ويقول (توينبي) عن مناط الحقيقة «ان السيف الذي انغمس في الدملن يحال بينه وبين العودة إليه» وجميع أولئك الذين يتخذون السيف بالسيف يفنون.والشيء الوحيد الذي لا يمكن فعله بالحراب الجلوس على أسنتها.وهذا الفخ هو الذيوقع فيه (شارون) عند اجتياح لبنان عام 1982م فأغراه كما تغري رائحة الجبن الجرذالجائع فلا يملك المقاومة فيقع في المصيدة. وهو ما حصل مع شارون الذي كان مخططهالاستيلاء على الشريط الحدودي اللبناني، ولكنه وقع تحت إغراء تفاحة العاصمة العربيةمن الشجرة المحرمة فأكل منها وبدت له سوأته وطفق يخصف عليه من ورق شجر الأرز وخرجمن جنة لبنان عارياً. بعد أن قتل 17500 إنساناً. وأدخل الأفاعي إلى مخيم صبراوشاتيلا ففعلوا مافعلوا. ولم تهزم إسرائيل إلا في هذا المكان في واحد من أضعف بلدانالعالم العربي وأقله سكاناً ينزف دما في حرب أهلية وبدون جيش وطني وأسلحة دمار شاملولا توجد حكومة تدخل نفق المفاوضات. ومع معركة بيروت طرد شارون مذؤوما مدحورا وبدأمخطط الانكسار في مسيرة الامبراطورية الصهيونية، وانتقلت معارك إسرائيل من خارجهامع الجيوش العربية إلى داخلها فيما يشبه مغص البطن القاتل وبأسلحة من انتحاريين همأخطر من أسلحة الدمار الشامل، فماذا يفعلون لمن يريد أن يموت؟وهذا المرضالامبراطوري يتكرر على وتيرة واحدة عبر التاريخ بدون أن يستفيد أحد من درس التاريخ.ولا أحد يتعلم إلا من المعاناة. ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبرلعلهم يرجعون.ويتكلم (توينبي) عن علة انتحار (آشور) بأن المؤرخ (كسنوفون)عندما مر في المنطقة بعد أكثر من قرنين من زوال آشور من مسرح التاريخ ذهل من فخامةالتحصينات في منطقة خالية من السكان. ولم يكن اسم آشور معروفاً حتى تم العثور عليهفي منتصف القرن التاسع عشر. وعرف أن هذه الأمة بقيت قائمة لألفي سنة وأمسكت بمصائرشعوب المنطقة لفترة قرنين ونصف، وتسلطت على الأمم المجاورة بذراع حربية بطاشة ندرمثيلها فاحتلت كل المنطقة حتى مصر، وسوت مدنا كاملة بالأرض وحملت إلى الأسر شعوباًبأكملها: دمشق عام 732 ق.م موساسير 822 ق.م بابل 689 صيدا 677 ممفيس 671 وطيبة 663وسوسا 639 ولم ينج من عدوانهم سوى صور والقدس «من جميع كبرى مدن الدول التي بلغتهاالذراع الآشورية».ويتساءل (توينبي) عن الجائحة المروعة التي دفنت آشور بأنهالم تكن تقصيرا في الآلة الحربية فقد كانت «تفحص بدقة وإمعان وتجدد وتعزز حتى يومدمارها» ولكنها ماتت بنزعة (انتحارية الروح الحربية) التي فرضت ضغطاً متواصلاً علىالموارد فحصل فراق بين متطلبات الآلة وتوسع الرقعة، وهو نفس القانون الذي توصل إليهالمؤرخ الأمريكي المعاصر باول كينيدي في كتابه (صعود وسقوط القوى العظمى) أن قانون (فرط التوسع) هو الذي أودى بالامبراطوريات الى المهالك في القرون الخمسة الفارطة.كما يحصل في الصدمة الطبية وفراق (الضغط) عن (النبض) فكلما تسارع النبض وانخفضالضغط كان مؤشر الصدمة أشد ومشى المريض باتجاه الموت.يقول (توينبي) عن نهايةآشور «إن المحارب الذي لا يقهر، الذي وقف متحفزا في نينوى عام 612 ق.م كان فيالواقع جثة في سلاحها أمكن المحافظة على انتصابها بفضل جسامة العتاد الحربي الذيضيق الخناق على هذا المنتحر فمات به» وعندما شعر الجيران المعذبون أن آشور لا تزيدعن جثة مختنقة في الدرع انقضوا عليها فقطعوها مثل العقبان. ويعقب (توينبي) «أن مصيرآشور يعيد إلى الذهن لوحة (الجثة في سلاحها) كما حصل مع الفيلق الإسبرطي في ميدانمعركة لوكترا عام 371 ق.م والانكشاريين في الخنادق أمام فيينا عام 1683م».كانتنهاية آشور واحدة من الكوارث التاريخية العارمة التي أودت بالقوة الحربية الآشوريةعام 614 ـ 610 ق. م «ولم تتضمن دمار أداة الحرب الآشورية فحسب، ولكنها تضمنت كذلكمحو الدولة الآشورية من الوجود واستئصال الشعب الآشوري». وهو مصير لا أحد يملكالمناعة ضده بمن فيها أمريكا.ويعلل (توينبي) كارثة النزعة الحربية بالثلاثي (بطر ـ حمق ـ جائحة) بمعنى أن البطر يقود إلى ارتكاب الحماقات وهي تفضي بصاحبها إلىالكارثة. ويستعير لتأكيد القانون التاريخي بقانون نفسي لأفلاطون هو (قانونالتناسب): «إن ارتكب أحد إثماً ضد قوانين التناسب فأعطى شيئاً كبيراً للغاية إلىشيء صغير للغاية ليتولى حمله مثل تزويد سفينة صغيرة للغاية بشراع كبير للغاية.وإعطاء وجبات ضخمة للغاية لجسم صغير للغاية. لو تم ذلك لكانت النتيجة وبالاً تاماً.ففي صورة الحمق يسرع الجسم البطن نحو المرض. في حين يندفع المتغطرس صوب الفجور الذييغذيه الحمق». وهو ما تفعله أمريكا اليوم. ويكرر بوش غلطة دولة آشور وسيف تراجانالروماني واورانجزيب الهندي وكزركسيس الفارسي وورتي من اسرة هان من الصين وقرهمصطفى حينما حاصر فيينا بربع مليون جندي من الانكشارية عام 1683م، والصليبيين عام 1099م. وكما يقول (توينبي) فإن الصينيين حركوا أعشاش الزنابير الأوراسي، كما حركالعثمانيون عش الزنابير الأوربي. واليوم تعيد أمريكا نفس الغلطة فتضع أصابعها في عشالزنابير الإسلامي. وإذا كان هادريان حاول أن يرمم ما فعل سيف تراجان حينما انسحبمن الحدود الرومانية عند الخليج الفارسي فإن الرجوع في المساحة لا يعني ذلك فيالسياسة. كما أن الحصار العثماني عام 1683 استنفر هجمة مضادة ولم ينج الغزوالعثماني من العقاب واستمر التراجع بدون توقف حتى بحر مرمرة ودمرت الخلافة عام 1923م وانحصر الأتراك في الأناضول موطن أجدادهم ومزقوا كل ممزق وأصبحوا أحاديث.واليوم لا تفتح تركيا أوربا بل تطلب أن تُفتَح وتناشد الانضمام للوحدة الأوربيةوتعدل قوانينها فينجو رأس أوجلان من حبل المشنقة بعد أن تدلى فكان قاب قوسين أوأدنى.
Digg Google Bookmarks reddit Mixx StumbleUpon Technorati Yahoo! Buzz DesignFloat Delicious BlinkList Furl

No comments:

Post a Comment

Search This Blog